القائمة الرئيسية

الصفحات

شنطة مكسرة وبنت عنيدة ......بداية مشروع عمره ما كان في الخطة


شنطة مكسّرة وبنت عنيدة .. بداية مشروع عمره ما كان في الخطة



"أنا كنت فاكرة إن الشنطة دي لازم تترمي... بس واضح إن القدر كان ليه رأي تاني."

كل حاجة بدأت من لحظة بسيطة جدًا. لحظة ممكن أي حد يعديها من غير ما يحس. بس هي كانت مختلفة. بنت شافت شنطة قديمة مكسّرة، وبدل ما تقول "دي خلصت"، قالت: "ممكن أرجعها تعيش من تاني".

كانت شنطة جلد قديم، زرايرها وقعوا، الحزام مش موجود، والتقفيل مش مظبوط. بس العند في دم البنت دي، مش بيسيبها تقول "ما ينفعش". كانت دايمًا بتدور على حلول مش أعذار.

من شنطة مكسّرة... لفكرة مشروع

الشنطة دي مكانتش مجرد قطعة جلد، كانت اختبار صغير من الدنيا. بدل ما ترميها، قررت تفكها وتشوف جوّاها إيه. لقت المفاجأة: خياطة قديمة بس قوية، خامة جلد محترمة، بس مهملة.

بدأت تفك الخيوط، وتقص الجلد الزايد، وتغيّر البطانة. استعانت بإبرة وخيط ومقص صغير من بتاع المدرسة. وبدأت.

أول شنطة رجّعتها للحياة خدت منها يومين. مش علشان كانت صعبة، بس علشان كانت بتتعلم. كل غرزة كانت بتغلط وتصلّح. وكل خطوة كانت بتدوّنها عشان تفتكر.

الناس قالت إيه؟

في أول يوم خرجت بيها، كانت ماشية بثقة، رغم إنها عارفة إن دي شنطة "مكركبة" من جوّه. بس اللي حصل خلى قلبها يدق أسرع من أي مرة:

"الله الشنطة دي منين؟ شكلها شيك جدًا!"

ابتسمت وقالت: "أنا اللي عاملها."

هنا بدأ كل شيء يتغير. جارتها طلبت واحدة. بنت خالتها قالت لها "اعمليلي بلون تاني". صحابها على الواتس عايزين يعرفوا التفاصيل.

بداية من غير خطة

مكانش عندها صفحة، ولا حتى بتفكر في مشروع. كانت مجرد محاولة تنقذ بيها حاجة كانت بتحبها. بس اللي حصل كان طبيعي جدًا:
الجمال الحقيقي بيجذب الناس، حتى لو اتولد من بقايا.

قررت تشتري جلد من الخردة، وبقايا سحاب وزراير من العتبة. بـ100 جنيه عملت 3 شنط. باعتهم بـ90 للواحدة. فرحت. مش علشان كسبت، لكن علشان عرفت إن ده ممكن.

من ترابيزة البيت... لبداية شغل حقيقي

كل اللي كانت محتاجاه:

  • ترابيزة صغيرة
  • ضوء قوي
  • صندوق فيه بواقي الجلود
  • موبايل بـ كاميرا عادية جدًا

بدأت تصور الشنط على ملاية بيضا. وتنزلهم على صفحتها الجديدة اللي سمتها:
"جلد وروح"

الناس بدأت تتابع. مش علشان الصور احترافية، لكن علشان الحكاية كانت صادقة. وكل شنطة كانت بتحكي حكاية.

أول معرض

جالها دعوة تشارك في معرض صغير في الجامعة. كانت مترددة. "أنا لسه مبتدئة، ولسه بعمل كل حاجة بإيدي." بس العند دايمًا بيكسب.

عرضت 15 شنطة. باعت 12. والباقي اتحجز.

واحدة من الزباين قالت لها:

"أنا حابة إن الشنطة فيها لمسة إنسانية. مش متصنعة. بتحسي إنها معمولة بإحساس مش بمكنة."

العقبات؟ كانت كتير...

  • الجلد خلص، وماكنتش لاقية خامة زي اللي استخدمتها قبل كده.
  • ناس قالت لها: "شنطك غالية على إنها يدوي".
  • إيديها وجعتها من كتر الخياطة اليدوي.
  • كان بيجي لها إحباط لما بوست شنطة وهي قربت تخلصها.

بس دايمًا كانت بترجع تبص على أول شنطة، وتقول:

"أنا اللي خليتها تعيش تاني. يبقى أقدر أبدأ من جديد مليون مرة."


إيه اللي ممكن تتعلميه من حكايتها؟

  • الفرصة أوقات بتجيلك متنكرة في هيئة حاجة مكسّرة.
  • البدايات المتواضعة ممكن تبقى أهم من أي كورس أو شهادة.
  • مش لازم يبقى عندك كل حاجة علشان تبدأي، بس لازم يبقى عندك قلب بيقولك "كمّلي".
  • كل حاجة بإيدك تقدر تبقى مشروع لو عرفتِ تحكي حكايتها.

النهاية؟ لسه بدري!

البنت دي دلوقتي بتجهز لمشروعها الجديد: شنط بتطريز يدوي على الجلد.
نفس الشنطة المكسّرة بقت مصدر إلهام لعشرات البنات.
وكل يوم، ترابيزة البيت بتتحوّل لـ ورشة مليانة حياة.

تعليقات